عاشت حياتها قليلة السنوات في دلال وفرح,
وكانت لا تعرف للألم والحزن معنى,
برغم عمى والدها ,
وكون أخيها عاطل عن العمل,
ولكنها بعقلية ومفهوم الطفلة ذات الست سنوات,
تعلمت معنى الالم في غياب الامل,
رحل الوالد ,
وناءت كتفا الاخ بالحمل الثقيل,
فبموت الوالد انقطعت الموارد المالية بشكل مفاجئ,
وتعب الاخ يغدو ويروح من دائرة حكومية لأخرى,
كي تحظى الأسرة بما تبقى من تقاعد الوالد ,
أو المعونة الاجتماعية,
قارب العام على الاكتمال,
دون أدنى بصيص من أمل,
فضاقت الأرض بما رحبت بالأخ,
وهي برغم صغر سنها,
أول من يحس بألمه وهمه,
لم تعد تتدلل كما في السابق ,
بل ولم تختر هدية العيد أيضا,
حتى أنها لم تطلب من والدتها إصطحابها للسوق,
برغم كونها هي التي تختار أشياءها ,
كما عودوها,
بل أخذت تلوح لأخيها ووالدتها عند ذهابهم,
لجلب حاجيات العيد,
والتي ولأول مرة إقتصرت على أهم المهم,
وفي ليلة العيد أتي زوج اختها المطلقة ,
ليأخذ أبناءه وبناته لقضاء العيد معهم,
وبعد أن رأته يضمهم الواحد تلو الأخر,
إنطلقت من جوفها آآهة حرى,
دون أن تعلم أن هناك من يراها ,
قائلة: ياله من محظوظ من كان والده بضمه ليلة العيد ويقبله صباحه,
ثم انسلت الى غرفة خالية لتسكب العبرات ,
محاذرة ان تراها والدتها,
وباتت تلك الليلة,
بدون شوق للعيد كما في كل عام,
بل كانت الدمعة قد رسمت على وجنتها
خطا براقا
ونشيج بكاء
لم يكتمل
لغلبة النوم
يهز جسمها الصغير .