ضوء القمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل شئ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العنف الأسري2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كيمو
ضوء برونزي
ضوء برونزي
كيمو


عدد الرسائل : 73
تاريخ التسجيل : 07/03/2008

العنف الأسري2 Empty
مُساهمةموضوع: العنف الأسري2   العنف الأسري2 I_icon_minitimeالأربعاء مايو 07, 2008 10:30 am

«العنف الأسري».. تعاسة في الدنيا والآخرة



كثر في الآونة الاخيرة ظهور ما يسمى بـ «العنف الاسري» في معاملة الرجل لزوجته ولابنائه، أو لخدمه، ولمن هم تحت يده من الضعفاء وقد سمعنا من جملة ما سمعنا من تلك القصص المؤلمة، قصة فتاة صغيرة ماتت على يد والدها تحت التعذيب انتقاماً من زوجته الأولى فانظر كيف يجر الطلاق الى الخراب، ويجر الجهل والحماقة في استغلال الأبرياء حتى ينتقم الرجل من زوجته الأولى أو تنتقم المرأة من زوجها الأول بعد الطلاق، فماتت تلك الطفلة التي لا تتجاوز العشر سنوات تحت التعذيب بعد ان منعها من التعليم، وواصل التعذيب هو وزوجته الثانية التي تفننت في ذلك بعد ان نزع الله تبارك وتعالى من تلك القلوب الرحمة والشفقة، فكانت تحسن الى ابنائها امام تلك الطفلة وتعذبها، ولما خشي والدها من هروبها قيدها بالسلاسل!!،
أيحدث هذا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والانسانية والشفقة عليه الصلاة والسلم؟! فلما كسرت يدها طلبت من والدها ان ينقل ذلك القيد من اليد المكسورة الى اليد الاخرى، فأصر ذلك «العتل الجواظ» على تعذيبها، وعلى بقاء السلاسل في يدها المكسورة. نسمع مثل هذا القصص هذه الايام في زمن الفتن وقسوة القلوب والعياذ بالله تبارك وتعالى، فوجب ان ننتبه وننبه ونذكر فلعل القلوب تستيقظ وتتعظ، والانسان ان لم يكن مبتلى بهذا الأمر فقد يكون قريب من اقاربه أو صديق من اصدقائه مبتلى بهذا الأمر، فلا يجوز ابداً ان ترى بعينك مثل هذا الظلم ومثل هذا الفساد ولا تتحرك، ولا تبلغ، على الأقل ولي الأمر ليتدبر في شأن هذه الأسر، وفي شأن هؤلاء الضعفاء المغلوب على أمرمهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه، عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)، خ «6013» م «2319».
من أراد ان تنزع عنه رحمة الله وترفع عنه رحمة الله عز وجل فليرفعها عن عباد الله تبارك وتعالى.
وفي الحديث الصحيح ايضا عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير) رواه احمد «1/257».
نعم لا بد لولي هذا الطفل، أو تلك الطفلة من التأديب، والتأديب له مراحل تتناسب مع كل عمر، ولكن حتى التأديب له حدود، فالتأديب لا يتحول الى تعذيب والتعذيب لا يمكن ان يكون تأديباً في يوم من الأيام. وفي الحديث الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم صاحب هذه الحجرة أبا القاسم يقول: «لا تنزع الرحمة الا من شقي» رواه أبو داوود «4249» واللفظ له، والترمذي «1923» وقال: حديث حسن، هذه علامة الشقاوة، علامة التعاسة، علامة الخسارة، ليست علامة رجولة ولا بطولة ولا شهامة ولا نخوة، وكثير من أولئك القوم الذين يفترون في ابنائهم، ويفترون في نسائهم وخدمهم، يكونون أسوداً في بيوتهم وامام الرجال وخارج البيوت كالنعام «أسد عليّ وفي الحروب نعامة». هذا حال كثير من الناس، فمن اتصف بهذه الصفة فهو شقي والعياذ بالله عز وجل ومن يرضى لنفسه الشقاوة الا التعيس الأحمق الذي لا يريد لنفسه الخير؟!! «لا تنزع الرحمة الا من شقي» فمن وجد نفسه قاسيا غليظ القلب، فليحذر ان يكون من أهل النار، فعن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الا اخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍ جواظ مستكبر» خ «4918» و م «2853»، والعتل: الغليظ الجافي، والجواظ: الجموع الممنوع والفيل الضخم المختال في مشيته.
فاذا وجد هذه الصفات في نفسه: الغلظة والقسوة والعنف، فليحذر ان يكون من أهل النار (أهل النار كل عتل جواظٍ مستكبر) والعياذ بالله عز وجل.
وقد جاء في الحديث الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ضرب سوطاً ظُلماً اقتص منه يوم القيامة» قال المنذري في الترغيب «3380»: رواه الترمذي، والطبراني في الأوسط، باسناد جيد، من ضرب سوطاً بغير حق اقتص منه يوم القيامة فكيف بمن مارس الوان التعذيب.
حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يعتبر من ضرب مملوكه ليس له فكاك من تلك العقوبة الا ان يعتقه فعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت اضرب غلاماً لي بالسواط فسمعت صوتاً من خلفي: اعلم ابا مسعود، فلم افهم الصوت من الغضب، فلما دن مني اذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاذا هو يقول: «اعلم أبا مسعود ان الله عز وجل أقدر عليك منك على هذا الغلام» فقلت: لا اضرب مملوكاً بعده أبداً، وفي رواية: فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم «لو لم تفعل للفحتك النار، أو لمستك» رواه مسلم «1659»، وأبو داوود «5159»، وهو الذي غضب عليه الصلاة والسلام يوماً من خادمة عنده دعاها فلم تجبه، فخرجت زوجته فرأتها تلعب مع بهمة لها، فقالت لها: ألم تسمعي النبي عليه الصلاة والسلام يناديك قالت: ما سمعت فلما دخلت، قال عليه الصلاة والسلام: «لو لا خشية القودَ» يعني القصاص «لأوجعتك بهذا السواك» وهل يوجع السواك؟! وهذه خادمة فكيف بابنائك وبناتك؟! وكيف بزوجتك؟! وكلهم بشر تحاسب عنهم يوم القيامة.
وايضاً قال عليه الصلاة والسلام: «ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» رواه مسلم «2613»، وأبو داوود «3045» الجزاء من جنس العمل، فينبغي للمسلم ان يتقي الله تبارك وتعالى، فقد اكرمه الله بهبة وعطيه ذلك الذي أكرمه الله بذرية صالحة، فقد حرم منها بعض الناس ابتلاء واختباراً من الله عز وجل، فقد رزقك الله ذرية صالحة فبدل ان تشكر نعمة الله تبارك وتعالى في هذه الذرية وتربيها على الخير والصلاح لتكون امتداداً لك فاذا بك تكفر نعمة الله عز وجل.
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء إثماً ان يضيع من يقوت» رواه أبو داوود «1692»، والنسائي. كل من يقوت عندك اذا ضيعته يكفيك هذا اثماً وذنباً، فذنب ذلك عظيم، واثم ذلك كبير؟ ان تضيع المسؤولية، وتخون الأمانة التي حملك الله اياها، لم يحملك هذه الأمانة احد من البشر، لا حاكم ولا مسؤول ولا جد ولا أب وانما حملك الله تبارك وتعالى.
«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: «ان الله سائل كل راع عما استرعاه، حفظ أم ضيع؟» اما ان تحفظ الأمانة واما ان تضيع، والله تبارك وتعالى لم يملكك هؤلاء الابناء!! يعتقد بعض الجهلة، وبعض الغافلين، وبعض الذين لا يعرفون حقوق الله تبارك وتعالى، وحقوق عباده، يظنون ان هؤلاء الابناء ملك لهم يتصرفون بهم كما يشاؤون، لا انما هم خلق الله، وانما هم أمانة من عند الله عز وجل بين يديك، فعليك ان تؤدي تلك الأمانة.
«إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولاً».
(ان الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)، رواه ابن حبان في صحيحه «4476». ستسأل عن بناتك، عن ابنائك، عن أهلك؟ كيف تعاملت معهم؟ وكيف ربيتهم؟ وكيف أدبتهم؟ وكيف تعاملت مع هذه الاسرة التي حملك الله مسؤوليتها وأمانتها؟
وروى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: « من عال جاريتين» والبنات لهن ميزة في التربية أكثر من الابناء « من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو» رواه مسلم «2631» وضم أصابعه عليه الصلاة والسلام، كما فعل في ذكره لكافل اليتيم. وفي الحديث الحسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها -يعني الذكور- أدخله الله الجنة» رواه أبو داوود «5146» والحاكم «4/177»، وقال: الحاكم صحيح الاسناد وهو القائل عليه الصلاة والسلام: من كانت له ثلاث بنات فأحسن اليهن وأدبهن وفي رواية وزوجهن فله الجنة، رواه أبو داوود «5147» وفي رواية عند الحاكم: «من كن له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضمرائهن، ادخله الله الجنة برحمته اياهن» فقال رجل واثنتان يا رسول الله؟ قال واثنتين، قال رجل: يا رسول الله، وواحدة قال: وواحدة» رواه الحاكم (4/176) وقال صحيح الاسناد، كل هذا التحذير وكل هذه التنبيهات وكل هذه التأكيدات من رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، ونرى بعض الناس يقع في هذا العنف الاسري ولا حول ولا قوة الله بالله العلي العظيم.
الشرع الحكيم لم يترك هذه الأمور سدى، لم يجعل الآباء أولياء على ابنائهم ولاية مطلقة يفعلون كما يشاءون يبيعونهم ويشترونهم، يذبحونهم ويعذبونهم، لا ليس هذا في شرع الله، وليس في دين الله ابدا، وانما حمل الاب الامانة والمسؤولية، فاذا فرط تنزع منه هذه الامانة وهذه المسؤولية، وتنزع من أمثال هؤلاء الذين لا يحسنون تربية ابنائهم ولا يحسنون التعامل مع أهليهم، وقد ذكر الفقهاء انه اذا كثر الخلاف بين الرجل وزوجته فادعت المرأة أذية الزوج، وادعى الزوج أذية المرأة، قالوا: يجعل لهما سكن بجوار رجل ثقة يشرف عليهما ويلزمهما الحق.
هذه قاعدة شرعية نص عليها الفقهاء والعلماء: المراقبة فالشرع يجعل على امثال هؤلاء الأولياء الذين يستعملون العنف في تعاملهم مع أهليهم ومع ابنائهم يجعل عليه الرقابة من قبل ولي الأمر، ومن قبل المحاكم الشرعية يمكن ان تشكل لها لجان وموظفون يتابعون مثل هذه الحالات ويراقبونها، حتى لا يموت أحد، وتموت النساء والاطفال على أيدي هؤلاء الوحوش، والعياذ بالله تبارك وتعالى، فنسأل الله عز وجل ان يبصرنا بعيوبنا، وان يلطف بنا وبأمتنا، وان يلطف بالمسلمين وان يردهم الى دينهم رداً جميلاً وان يخلقهم بأخلاق سيد المرسلين، حبيب الله رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم نفعني الله واياكم بهدي كتابه.


مع تحجيات:كيمو afro
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العنف الأسري2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العنف
» العنف التربوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ضوء القمر :: ضوء القصص والروايات-
انتقل الى: